قتلتها جوايا… وأنا اللي كنت الضحية
المرسلة: فتاة في منتصف العشرينات، عاشت 16 سنة من العُزلة والحرمان الكامل من الحياة.
نص المشكلة كما وردت:
بعد حياة 16 سنة من المعاناة، اتحرمت فيهم من جامعتي وأهلي وإخواتي وجيراني وأصحابي وأي حد كنت بعرفه… من غير سبب!
اتحرمت من الموبايل ومن أي تواصل مع العالم. اتحرمت حتى من حقي أقول رأيي.
كنت مجرد وعاء لتفريغ شهوة، وبس…
استحقرت نفسي، خسرت كل شيء، وبدأت ألوم نفسي وأقول إنها السبب، لأني كنت سلبية… بس بعد فوات الأوان.
من فترة بدأت أشوف نفسي قدامي… أعرف إنها هلاوس، بس مؤثرة عليا جداً.
البنت اللي بشوفها بتصعب عليا… بصرخ، وأحاول ألمسها وأحضنها، وأقول لها: “سامحيني… أنا اللي قتلتك!”
بكلم نفسي، وعيط بهستيريا، وأقول: “هي مظلومة… وأنا اللي سلبي… أنا اللي سرقت منها إحساس الأنوثة”.
بتعامل مع نفسي كأني إنسان فيه نوعين من الجنس… كأني أنا الراجل وجوايا البنت اللي انكسرت.
بغازلها، بحاول أحتويها، أقولها: “أنا حبيبك، وزوجك، وأبوك، وأخوك… مستحيل أسيبك!”
في لحظات بحس إن لازم نموت إحنا الاتنين… عشان مفيش مكان لينا هنا.
من يومين دخلت في نوبة بكاء هستيرية… فقدت الوعي…
لسه وأنا بكتب، في صوت جوايا بيقول: “اتفقنا بلاش تحكي لحد… احكيلي أنا بس!”
تعبت قوي… قوي أوي.
رد بحر الأسرار:
أنا مش هقولك إنك قوية وخلاص، ولا هوعظك بكلام محفوظ، لأنك ببساطة مش محتاجة كلام دلوقتي، إنتي محتاجة حضن أمان ووش بيسمعك من غير ما يحكم عليك.
إنتي مش مجنونة… إنتي إنسانة اتحطت في ظروف مايتحملهاش بشر، ولسه جواكي روح بتحاول تطلع وتتنفس، وده في حد ذاته بطولة.
اللي جواكي مش هلاوس، ده جزء منك اتكسر واتحبس سنين، وبيحاول يصرخ ويخرج للنور.
متلوميش نفسك، إنتي مش المذنبة… إنتي الضحية اللي لسه بتحاول تعيش رغم اللي حصلها.
الحل بخطوات إنسانية:
- روحي لطبيب نفسي فورًا – مش عيب، مش ضعف، دي أول خطوة للنجاة.
- أكتبي مشاعرك يوميًا – خدي قلم وورقة وفضفضي، حتى لو كلام غير مترتب، المهم تطلعيه.
- اسمعي لنفسك بحب – لما الجزء التاني جواكي يكلمك، خديه في حضنك، لكن قولي له إن الحل مش في الموت… الحل في العلاج والرحمة.
- خدي خطوة صغيرة للخروج للحياة – حتى لو كانت خروجة 10 دقايق على السلم، المهم تكسري الحصار.
- ابحثي عن أمان خارجي – صديقة موثوقة، خط دعم نفسي، أي حد يسمعك ويسندك.
دعاء من القلب:
اللهم اجبر كسر قلبها، وداوِ جراحها، وامنحها القوة لترى النور من جديد، وابعث لها من يحتضنها بلا شرط، ويسندها حتى تعود لنفسها التي أُهلكت ظلمًا
تعليقات
إرسال تعليق