اتعلقت بيه… بس مش هقدر أكمل المشوار
مشكلة كما وردت:
مرسلة من: فتاة ناضجة، بتعيش ضغط نفسي بين تعب والدها، وضغط العمل، وفراغ عاطفي بيحاول يلاقي دفء وسط زحمة الدنيا.
في شخص بعتلي على “صراحة” وطلب رقم والدي، ومن باب الفضول حبيت أعرف مين، وفعلاً عرفته…
شخص باين عليه محترم وعلى خلق.
أول ما بعتلي في الخاص، سأل على العنوان وقال إنه هيشرحلي ظروفه من البداية، علشان لو مش مناسبة ليّا، ميحصلش إحراج بينا ولا قدام أهلي.
هو شاب مطلق، عنده طفل، وعنده 28 سنة. اتجوز بدري وقعد 7 سنين متجوز.
اللي ريحني إنه كان واضح جدًا من الأول، وقال إنه استخار ربنا قبل ما يكلمني، وإن رسايله ليا كانت من شهور مش من قريب، وده خلاني أحترمه.
تابعت صفحته، لقيته مش من النوع اللي بيجري ورا التفاعل، بالعكس… كلامه هادي، وكل اللي بينشره هدفه الخير ونقل المعلومة.
بس وقتها، والدي كان تعبان جدًا، وبعدها دخل عملية، فقولتله: “مش هينفع أكلم بابا دلوقتي”، قاللي خدي وقتك، أنا مش مستعجل، حتى لو قعدتي سنة.
سألته عن سبب الطلاق، وكان محترم جدًا، ذكر طليقته بالخير، وقال إنها صبرت عليه، بس حصلت مشاكل وعين، وأخوه الصغير مش مسؤول وبيزود الأمور.
وبدأت أفهم شخصيته… عصبي، لكن طيب جدًا، وحنين، وكريم قوي.
لكن لاحظت إنه بيكرر إنه لو ظروفه اتحسنت هيتجوز تاني… يعني فكرة التعدد في دماغه، ولسه عنده قضايا ومشاكل مع طليقته، وهي قرايبته ولسه بتحبه، ومتربيين سوا تقريبًا.
أنا عارفة إني غلط إني دخلت في تفاصيل أكتر من اللازم، خاصة في وقت تعب والدي، ومع الفراغ العاطفي، بس مش ده مبرر.
دلوقتي، أنا فعلاً اتعلقت بيه…
لكن فكرة إني أشيل مسؤولية طفل مش ابني، ومسؤولية إخواته، وإن والدته مش معاهم، وإن في نية تعدد، وفوق ده إحساسي إنه ممكن في يوم يرجع لطليقته… كل ده بيخوفني.
أنا مش عايزة أجرحه…
وعايزة أرفض بطريقة كويسة، وفي نفس الوقت أعرف أشرح لأهلي من غير ما أبان إني غلطت أو اتسرعت.
رد بحر الأسرار:
يا بنتي… اللي جوه قلبك صادق، واعترافك إنك اتعلقت بيه رغم كل التحفّظات بيقول إنك إنسانة صريحة مع نفسك، ودي أول خطوة في الطريق الصح.
بس لازم تفهمي… التعلّق مش دايمًا حب، أوقات بيكون احتياج، أو فراغ، أو لحظة ضعف…
ومهما كانت نيتك طيبة، فالعقل بيقول إن اللي فيه كل الإشارات الحمراء دي، ما ينفعش تبني عليه بيت.
الحل في نقاط:
- اعترفي لنفسك إنك اتعلقت، بس ما تخليش التعلّق يغطي على الواقع.
- اعرفي إن مسؤولية طفل، وإخوات، وأم مش موجودة… عبء كبير محتاج استعداد نفسي ومادي.
- اللي بيقولك من بدري إنه ممكن يتجوز تاني… ما تخليش نفسك في الصف الأول من المعاناة.
- حافظتي على كرامته لما قلتي “مش هينفع دلوقتي”… كفاية كده، وقولي له بهدوء إنك فكرتي بالعقل ومرتاحتيش.
- مع أهلك، قولي إنك كنتي بتستخيري، ولما عرفتي ظروفه أكتر، لقيتي إن الحياة بينكم مش هتستقر، وده مش رفض شخصي، بس ده نصيب.
- ما تلوميش نفسك… التعلّق مش جريمة، لكن الاستمرار في طريق مش مريح هو اللي بيكسرنا.
دعاء ختامي:
اللهم ارزقها بالطمأنينة في القلب، وبالشخص اللي يقدّرها، ويعوضها خير عن كل لحظة حيرة، ويبارك في والدها ويشفيه شفاء لا يغادر سقمًا… آمين
تعليقات
إرسال تعليق